آيــة ليــلة (4) : بُـشرى

بسم الله الرحمن الرحيم

(‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)

هنا يصف الله أهم مايميّز المهتدين وأصحاب العقول بأنهم يتفكرون في مايقال لهم , فلم يحدد سبحانه عندما قال :” الْقَوْلَ” انه صحيح أو غير صحيح , فقد أودع فينا عقولاً وألهمنا إدراكاً يمكّننا من استنباط الحسن والأخذ به وتمييز السيئ وتركه بهداية الله .

وهذا تصريح إلهي يلجم به أفواه كل من أمر بتعطيل العقول وتسليمها لثلة من أوهموا الناس انهم اختصّوا بعقل وحكمة حُجبت عن سائر الناس ويلقنونهم ماينفعهم ومايضرهم , هذه دعوة من الله أن نتفكر ليس في الكون وإنما في القول !

في جميع ماتسمع وماتقرأ لا تسلّم به وكأنه الحق المُنزل , كل شيء قابل للنقد والأخذ والرد “في الأمور التي تحتمل إعمال العقل فيها” إلا كلام الله ونبيه وصلى الله عليه وسلم , أما ماسواهم فهو قول بشر ولا عبرة لأحد إلا بالعلم .

فبعد الاستماع وجب علينا التأمل والرجوع لمصادر واستشارة ان اقتضى الأمر .. فالعقل وجه تكليف وجب علينا استخدامه ويوم القيامة كل محاسب فردا .. ولن تحاسب بعقل غيرك !

لنحكي بواقعية ومشاهدات يومية  .. نقرأ (برودكاست / بوست / تويت/ايميل) .. نشك في عقلية مرسلها , وتتيقن لو أنه استغرق نصف دقيقة يتفكر بها لرأى كمية السذاجة فيها ! وتسأله عنها و يرد : والله هو وصلني كذا !

أوَ كل ما يصلنا نسلم به ؟ ونعجز عن البحث والتحقق من صحته ؟ اشاعات , احاديث مكذوبة , فتاوى , خرافات ماانزل الله بها من سلطان , للأسف أصبحت التقنية تكشف حجم عقول البعض !

كذلك نعتدّ بأشخاص معينين لهم جماهيرهم ومكانتهم  ونعتبر كل مايصدر عنهم هوالحق الذي لاحياد عنه !

وفي الكتب , ليس كلما يُكتب مُنزّه عن الخطأ مهما بلغ كاتبه من العلم

من السذاجة عجزنا عن التفكير حتى ..

إعمال العقل جعل الله له بُشرى كجزاء ولم يقل ماهي ,  أهي الهداية المذكورة في الآية ؟ أم الهداية نتج عنها إمكانية التفكر ؟ أم البشرى اختص بعلمها الله .. لاأعلم ولكني متيقنة بأن الله يحب عبده المُفكّر

 لم أظن قبل أن اتأمل هذه الآية انه سبحانه قد يجازينا على هذا الأمر , الله يحترم عقولنا ويحثنا على استخدامها ويضع لنا جزاءً عليه ؟ أفي الكون ديانة تقول بهذا ؟ إنها حكمة الحكيم .. فكل خاطرة تقودك لتفكير ستصل بها حتمة لنقطة النهاية حتما .. أنّ لاإله إلا الله

    • Roi
    • 4 أوت، 2011

    حديثك من رقي الى رقي .. خيط افكارك رائع وجمله ترتيب المفردات بصدق لتصل كما ارد رحوجنا لمثل تلك التنبيهات الخفية على بعضنا ..دمتي بخير يامحبة الخير ()..

  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق