آية ~ليلة (18):انتظر سُكوُته

       بِسم اللّه الرَحمن الرحيِم

(​وَلمّا سَكَتَ عَن مُوسَى الْغَضَبُ أخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِها هدُى ورَحْمَة )

ُتلقى محاضرات كثيرة وتنشرُ كتب عن كيفِية التعامل مَع الضغوط والتحكُّم في المَشاعر السَّلبية لكن جاء القران ولخِّصها بآية بليغة واحدة .. استَوقفتني طويلاً عِندما قرأتُها وكأني اقرأها لأول مرة !!

وصفها بِفعل موسى- عليه السلام -عندَما رجِع لبني اسرائيل بعد أن تركهُم في عهدة أخية هارون وذهب لمِيقات ربه ولقاهم عاكفونَ على آلهة من صُنع أيديهم .. غَضِب موسى ومن الطبيعي أنْ يغضب فهو بشر !
ولكن كيف تصرَّف ؟ غضب وعاتب أخاه وألقى الألواح ..
فلما سَكت عنْه الغضَب .. تأمل كلمة “سَكت” يَصِفه كأَن للغضبِ لِسانٌ عندما اجترح مُوسى نطق الغضب !
وبماذا سينطِق برأيك ؟ سينطقُ بِلسان الشيطانْ .. سينطِق بِتهورٍ وَجنون يقودُه للندم فِيما بعد

في الآية لم يأتِ بذكر رمي الألواح .. ذكر فقط جزئية الهدوء بعد الغضب والتصرف الصحيح “بأخذ الألواح”.. يبيّن لنا كيف الغضب يجترح الإنسان ويجعله يقدم على مايندم، ولكن المهم ماتفعله بعد أن يسكت غضبك، بل والأهم أن لا تفعل شي قبل أن يسكت.. لاتَسَتِمع لحديث غضَبك فليس هُو إلا خادم للشَّيطان !!
وفي هدِي مُحمد صلى الله عليه وسلم طُرقٌ لأِزالة الغضَب منْ الوُضوء وتغْيِير وَضعيتك  فِي حال الوُقوف إِلى الجُلوُس وهَكذا ..
إذاَ غَضِبت .. اِهدء حَتى يرجِع لَكَ عَقلكْ .. فغضبك وعقلُك لايجتِمعَان ، فماَ ظنُّك بِأفعَالِك عنْدمَا يغِيبُ عنَها عقلَك ؟

  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق